ذكرى مجزرة الكيماوي في الغوطة؛ جريمة لا تُنسى شاهدة على وحشية النظام

عام 21 آب/أغسطس 2013، استيقظ سكان الغوطة الشرقية بريف دمشق في ساعات الفجر الأولى على أصوات انفجارات خافتة، ليجدوا أنفسهم أمام هجوم كيميائي مروع استخدمت فيه غازات سامة حصدت أرواح المئات خلال دقائق.
في ذلك الوقت لم يكن أحدهم يدرك ما يحدث، لا أصوات لا صراخ أو حتى استغاثة، فقط أجساد تختنق بصمت، عيون شاخصة، وأطفال ونساء فقدوا القدرة على التنفس دون أن تُتاح لهم فرصة النجاة
مجزرة في حق الإنسانية
بحسب التقارير والشهادات الميدانية، استهدف النظام السوري الغوطة الشرقية بصواريخ محملة بغاز السارين، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 1400 شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافةً إلى إصابة آلاف المدنيين الذين واجهوا الموت اختناقًا دون أي وسيلة للنجاة أو العلاج.
لم تسلم من هذه الجريمة حتى الحيوانات والنباتات، حيث غطّت المنطقة سُحُبٌ قاتلة من الغازات السامة، تاركةً وراءها مشاهد مروّعة لجثث متراكمة في الشوارع والملاجئ، وأهالٍ يحاولون إنقاذ أحبّائهم دون جدوى.

جريمة بلا محاسبة.. وصمت دولي مخزٍ
رغم أن هذه المجزرة كانت موثقة بالأدلة والشهادات، ورغم بشاعتها التي هزّت الضمير العالمي، لم يتم محاسبة النظام السوري على هذه الجريمة، بل ظلّ المجتمع الدولي متخاذلًا، متجاهلًا صرخات الضحايا وعائلاتهم، مكتفيًا ببيانات الإدانة دون أي تحرك جاد لوقف آلة القتل التي ما زالت تحصد الأرواح حتى اليوم.
لن ننسى ولن نسامح
تمرّ السنوات، لكن ذاكرة الغوطة لا تموت، ستظلّ هذه المجزرة شاهدًا على وحشية النظام السوري، وعلى التواطؤ الدولي بالصمت، ستظلّ ذكرى أرواح الضحايا دينًا في رقابنا، ومسؤولية تفرض علينا مواصلة النضال من أجل العدالة..

لن ننسى، لن نسامح، وستبقى الغوطة جرحًا يُذكر..
اتحاد طلبة سوريا نحو مستقبل يصنعه الشباب