سردية الاتحاد


جاءت الفكرة الأولى لتأسيس اتحاد طلبة سوريا من خلال الجو العام الذي تطور مع وجود تجمعات طلابية مختلفة، ومع تغير الواقع الوطني في سوريا، فكانت أول فكرة في العام 2017 تحت مسمى “اتحاد الطلبة السوريين الأحرار” حيث تشكلت الهيئة التأسيسية في عدة جامعات ومدن وكان مقياس الاختيار فاعلية الأعضاء، كما تم عرض فكرة الانضمام على عدة شخصيات انخرطت في الشأن المدني السوري الثوري.

كما تم اعتماد النظام الداخلي بعد الاطلاع على أنظمة داخلية لاتحادات طلابية مختلفة، بجانب تحديد محددات الهوية الوطنية مثل العلم “علم الاستقلال السوري” والنشيد “في سبيل المجد” وعدم تأييد أي نظام مستبد، بجانب التأكيد على أن المكتب الأساسي للاتحاد يجب أن يكون في دمشق أمّا وجوده في اعزاز فهو أمر مؤقت، كما تم عقد مجموعة جلسات مع اخصائيين لتجنب سرقة الكيان أو حرف بوصلته عبر اتخاذ إجراءات تسبق أي فعل من هذا النوع بشكل مؤسساتي، وما يميز اتحاد طلبة سوريا أنه التجربة الأولى “النقابية” حيث لم يسبق في تاريخ سوريا وجود كيان نقابي طلابي، كما لا يوجد قوانين ناظمة في سوريا، بجانب أن تشكيل الاتحاد يأتي في ظروف صعبة مثل عدم وجود قنصلية أو سفارة غير مسيطر عليها من قبل نظام الأسد.

منذ لحظة الإعلان تم الاجتماع مع كل اتحاد على حدى لأخذ موافقته وملاحظته على مسودة النظام الداخلي قبل إقراره، حيث تمت الموافقة على النظام الداخلي خلال تصويت، وشرحه ضمن المؤتمر التأسيسي للمنظمات الحاضرة والممثلين من جديد، تم استقبال ملاحظة واحدة ضمن المؤتمر التأسيسي وتضمنت: أنه نحن أحق باسم سوريا من نظام الأسد ويجب أن تكون أسماء مؤسساتنا بدون كلمة الأحرار لأننا نحن الأصل، وبناء على الملاحظة تم طرح الموضوع على الهيئة العامة للتصويت على تغيير الاسم وتم إقرار التغيير” وقد كان هناك ملاحظة شبيهة خلال فترة التأسيس من الأعضاء.

كما لم تكن مهمة الهيئة التأسيسية فقط ضم الاتحادات الموجودة، بل ساعدت بإنشاء اتحادات جديدة أو دفع بعض الاتحادات إلى دمقرطة عملها، مثل : اتحاد الطلبة السوريين في جامعة نيشاتشي – اتحاد الطلبة السوريين في جامعتي اسطنبول واسطنبول جراج باشا، اتحاد الطلبة السوريين في جامعة اسكودار، نواة اتحاد الطلبة السوريين في ألمانيا، وتجمع الطلبة السوريين في الجامعات الأردنية، وضمن مرحلة تأسيس الاتحاد كان هناك تأكيد على أن هذا الكيان هو امتداد للعمل النضالي الطلابي الذي انطلق مع بداية الثورة السورية كحالة رفض لممارسات النظام، ولكن ما يميز هذا الكيان أنه تبنى قيم الثورة بالإضافة لمأسسة عمله ومساحة وجوده، بخصوص الهوية الوطنية تم اختيار نشيد في سبيل المجد والأوطان بسبب بعده التاريخي وكاتبه الوطني عمر أبو ريشة، حيث كان اتحاد طلبة سوريا هو أول كيان يختار نشيد وطني خاص بسوريا بعد انطلاقة ثورة 2011، ولاحقاً بدأت بوادر تبني النشيد من عدة مؤسسات مختلفة.

أمّا بخصوص الدعم والتمويل تم عرض الرعاية على أكثر من 40 جهة سورية من مختلف التوجهات الفكرية والايدلوجية، عرض الرعاية كان غير مرتبط بشروط لها علاقة بآليات صرف مبالغ الرعاية أو تحديد مشاريع معينة أو حتى قيود تفرض على الاتحاد، عرض الرعاية تضمن شراكات وتسويق للجهات الراعية عبر موقع الاتحاد مع تقديم دروع شكر لها وأن تُكرِّم الطلاب الفائزين في مسابقات المؤتمر التأسيسي، أثناء تكريم الرعاة للطلاب الفائزين بمسابقات المؤتمر التأسيسي، قامت الهيئة التأسيسية بكتابة كلمات الرعاة الذي سيصعدون على المسرح، وشملت الكلمات تعريف عن اسم كل مسابقة ( كانت كل مسابقة باسم أحد الشباب \ الشابات الذين استشهدوا خلال سني الثورة)، حيث لم يكن للراعي أي قدرة على إلقاء كلمة خاصة به.، كانت فكرة جلوس الرعاة في المؤتمر التأسيسي هي أن يكونوا على أطراف الصالة بينما الشباب الذي سيقودون المرحلة القادمة هم في الصفوف الأمامية وفي المنتصف.

أخيراً، ارتأى أعضاء الهيئة التأسيسية بعد 4 أعوام على التأسيس أخذ إجراء جماعي في الدورة الثالثة بنفاذ مباشر بالاعتذار الطوعي النّهائي عن شغل شواغر الهيئة التأسيسيّة في الهيئتين الرقابيّة والاستشاريّة ليتمّ ترميمها من الهيئة العامّة وفق اللّوائح المنصوص عليها في النّظام الدّاخلي. يهدف هذا الإجراء إلى تتويج دورات الاتّحاد التأسيسيّة الأولى بانتهاء الوجود المتبقّي لأعضاء الهيئة التأسيسيّة وتحقيق نسبة تمثيل تامّة للهيئة العامّة في هيئات الاتّحاد وبما يطوي صفحة اللغط الحاصل.

المؤسسون: يمان زباد، أمجد الساري، يوسف شندي، محمد زمزم، خالد حويري، عمر المصري.


Back to top button