نتابع في اتحاد طلبة سوريا، منذ أكثر من عامين ملف الأقساط الجامعية في تركيا بخصوص الطلاب السوريين بالتحديد، وبعد عقد عشرات الاجتماعات التي أجريناها مع وزارة التربية التركية ومفوضية الأمم المتحدة بجانب الرئاسة في التخطيط الاستراتيجي والمنظمات التركية والسورية المحلية إضافة مع الشخصيات الأكاديمية. تؤكد عدم تلقينا نتيجة عملية من هذه الاجتماعات بعد وعود قدمت لنا خلال الفترة الماضية. أبرزها النظر المباشر بالقرار المتعلق برفع الأقساط الجامعية للطلبة السوريين، حيث تقوم الجامعات التركية برفع الأقساط بنسب مئوية عالية جداً أحياناً تفوق ٢٠٠ وأكثر دون وجود متابعة لحدود رفع الأقساط، وقد تسببت تلك القرارات أحادية الجانب من خسارة مئات الطلاب السوريين مقاعدهم الجامعية، وتراجع الطلبة عن التسجيل في الجامعات التركية مما يجعل نسب الاندماج والتعايش تتراجع لحدود كبيرة
بناءً على ما جاء أعلاه، تتقدم بطلب رسمي ونناشد المعنيين بملف الأقساط الجامعية بالتعامل مع الملف على وجه السرعة مما يتركه من آثار سلبية كبيرة على مستقبل المجتمعين السوري والتركي، وخاصة أن طلبة سوريا يحملون مسؤولية كبيرة تجاه وطنهم سوريا، ولطالما كانت تركيا داعمة لطلبة سوريا، ومن المتوقع ألا يتأثر هذا الدعم بالتبدلات السياسية التي تعصف بالمنطقة ويبقى هذا الملف خارج تلك الحسابات ونشير إلى أن معاملة الطالب السوري يجب أن تكون خاصة ومختلفة عن الطلاب الأجانب في تركيا ولا سيما وأن سوريا تعيش حرباً لم تنته لحد لحظة يشنها نظام الأسد عبر قتل شعبه وعدم تقديم تنازلات سياسية، إضافة أن طلبة سوريا بحاجة ماسة إلى تسهيل أمر تنقلهم بين المدن والولايات لأجل إتمام تعليمهم بالطريقة المثلى كغيرهم من الطلبة الأجانب المقيمين في تركيا.
نتوجه بشكل مباشر إلى المعنيين ونطالب في الاتحاد بتخفيض الأقساط الجامعية ومعاملة الطالب السوري كالطالب التركي على الأقل، بما يتناسب مع موضوعية الظروف الراهنة وبما لا يعيق إتمام الطلبة تعليمهم، كما نؤكد أن استمرار عدم التدخل والمتابعة والمحاسبة يجعل الكثير من الجامعات تستخدم التعليم الأكاديمي كسلعة اقتصادية وتجارة رابحة على حساب القيم الإنسانية والأكاديمية.
ونعبر عن استعدادنا الكامل للتعاون مع المعنيين لتزويدهم بكافة المعلومات المطلوبة المتعلقة بالأقساط الجامعية، ونختم بشكرنا المباشر لكل جامعة تتعاون مع الطلبة السوريين وتقف بجانبهم خاصة بعد قرارات من قبل بعض الجامعات كالفرات بتخفيض الأقساط ومعاملة الطالب السوري كطالب التركي وندعو الجامعات الأخرى بذات الخطوة لتسهيل حياة الطلبة
