مستقبل الثورة السورية وطلابها تحديات وآمال
عبد الرحمن نجار – صدى الشام
مستقبل الثورة السورية وطلابها محور مهم يثير الكثير من التحديات والآمال. إذ تشكل الثورة السورية حدثًا تاريخيًا هائلاً يقوم على مطالب الحرية والكرامة والديمقراطية. إذ بدأت الثورة كاحتجاجات سلمية عام 2011، ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا وحتى في المستقبل سواء القريب أو البعيد كان وسيكون لدى طلاب الثورة دور هام ومحوري في تشكيل مستقبل سوريا.
( التحديات التي تواجه الثورة السورية)
استمرار الصراع المسلح وعدم التوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب ويساعد على إعادة بناء سوريا ،والانقسامات السياسية والمصالح الدولية المتشابكة التي تعزز استمرار الصراع، مما يجعل من الصعب تحقيق السلام والاستقرار. وأيضاً الانقسامات الداخلية وتأثير التدخلات الخارجية. إذ تنقسم المعارضة السورية إلى عدة فصائل وجماعات مختلفة، وتتنوع أهدافها ومواقفها، مما يجعل من الصعب تحقيق التوحيد والتعاون الكامل بينها. بالإضافة إلى ذلك، تأثرت الثورة بتدخلات عدة دول وجماعات، سواء من دعم للأسد أو للمعارضة، مما زاد من تعقيد الصراع وأدى إلى تأزيم الوضع.
(الآمال المرتبطة بمستقبل الثورة السورية)
مستقبل الثورة السورية يحمل العديد من الآمال والتطلعات للشعب السوري والمجتمع الدولي ومنها. “إقامة دولة ديمقراطية” تطمح الثورة السورية إلى إقامة دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتضمن المساواة والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين، بغض النظر عن انتمائهم الديني أو العرقي. “الاستقرار والأمن” يأمل السوريون في مستقبل آمن ومستقر يتيح لهم العيش بكرامة ويضمن سلامتهم وسلامة أحبائهم. إنهم يسعون للتخلص من العنف والقمع الحالي وتحقيق الاستقرار الشامل في سوريا. ” العدالة ومحاسبة الجرائم” يطمح الشعب السوري إلى تحقيق العدالة ومحاسبة كل المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ارتكبت خلال النزاع. إنهم يأملون في محاكمة المجرمين وإقامة آليات للعدالة الانتقالية التي تساعد في معالجة الماضي وتحقيق المصالحة الوطنية. ‘إعادة إعمار سوريا” يتمنى السوريون إعادة إعمار بلادهم وتأهيل البنية التحتية المدمرة جراء النزاع، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمساكن. يعتبر الإعمار أحد الجوانب الحيوية لبناء مستقبل مزدهر لسوريا.
“العودة الآمنة للنازحين واللاجئين” يتمنى السوريون عودة جميع النازحين واللاجئين إلى ديارهم بأمان وكرامة. إنهم يأملون في توفير الظروف اللازمة للعودة الطوعية والمستدامة وتقديم الدعم اللازم لإعادة بناء حياة جديدة في سوريا.
(التحديات التي يواجهها طلاب الثورة)
التعليم المتقطع فبسبب النزاع المستمر، تعاني المدارس والجامعات في سوريا من تدهور البنية التحتية ونقص الموارد، مما يؤثر على جودة التعليم ويجبر الطلاب على تقطيع تعليمهم . وبلا شك أيضاً نقص الفرص الوظيفية إذ يواجه الخريجون السوريون صعوبة في إيجاد فرص عمل ملائمة بسبب الاقتصاد المتضرر والانعدام الأمني. ويتعين على طلاب الثورة التغلب على هذا التحدي لبناء مستقبل مستدام. وكما هو معلوم أيضاً التهجير والتشريد الذي عانى العديد من طلاب الثورة منه بسبب النزاع وأيضاً بسبب ملاحقتهم من قبل قوات الأسد وبقية الفصائل المسلحة المعارضة. وعليه يجب توفير الدعم اللازم لهؤلاء الطلبة لمواصلة تعليمهم والتأثير بشكل إيجابي على مجتمعاتهم.
(الآمال المرتبطة بمستقبل طلاب الثورة)
الانتقال الديمقراطي إذ يعتقد العديد من طلاب الثورة أن مستقبل سوريا يكمن في تحقيق انتقال سياسي ديمقراطي حقيقي. وينظرون إلى أنفسهم كجيل جديد يمكنه تشكيل مستقبل سوريا بطرق أكثر تمثيلية وشمولًا. بناء مجتمع أكثر تسامحًا وتعاونًا يطمح أيضاً طلاب الثورة إلى بناء مجتمع يتسم بالتسامح والتعاون والمساواة، حيث يتمتع جميع المواطنين بحقوقهم وحرياتهم بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الطائفية. تطوير المهارات والابتكار بلا شك أيضاً يمتلك طلاب الثورة الشغف والإصرار على تطوير مهاراتهم وابتكار حلول جديدة للتحديات التي يواجهونها. ويعتقدون أنه من خلال التعليم والتطوير الشخصي يمكنهم تحقيق تغيير إيجابي في سوريا.
مستقبل الثورة السورية وطلابها يشكل تحديًا كبيرًا. على الرغم من التحديات المتعددة، فإن الطلاب يحملون آمالًا كبيرة في تحقيق التغيير وبناء سوريا أفضل. يجب أن يتم دعمهم من خلال توفير فرص التعليم الجيد والتدريب المهني وتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي، حيث يكمن مستقبل سوريا في شبابها وقدرتهم على صنع التغيير.
كتبت هذه المادة كمادة رأي من قبل المتدرب عبد الرحمن نجار, كتدريب عملي ضمن الورشات التدريبية التي تقيمها ”صدى الشام”