حول انسحاب ممثلي اتحاد طلبة سوريا من المؤتمر التأسيسي لاتحاد طلبة تونس في اسطنبول

٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٢

استجابة لدعوة زملائنا في اتحاد الطلبة التونسيين في تركيا، لعقد مؤتمرهم التأسيسي بحضور القنصل العام لدولة تونس الشقيقة " حمادي اللواتي" قام ممثلو اتحاد طلبة سوريا بتلبية الدعوة شاكرين أصحابها، إذ ألقى الأمين العام للاتحاد "محمد السكري" كلمة ثمّن فيها خطوة زملائنا التونسيين بتنظيم شرائحهم الطلابية وتمتين العلاقات بين الطلبة العرب لتعزيز الأخوة والعمل المشترك لصالح طلبتنا وشعوبنا، ثم تناول قضية الشعب السوري و"ثورته العظيمة"، ونضالهم في سبيل الحرية، وتمنى أن يكون للشعب السوري ممثلية دبلوماسية تعبر عن إرادته بدل ممثلية النظام المجرم التي أغلقت اغلب دول العالم سفاراته في عواصمها تضامناً مع ثورة الشعب السوري.

لكن وخلال كلمة الأمين العام، تفاجئ الحضور بانسحاب القنصل العام لتونس من الاحتفال خلال وصف الثورة السورية بـ "العظيمة"، ثم عودته عند انتهاء الكلمة، ليأخذ زوراً حق الكلمة للمرّة الثانية متجازواً برنامج الحفل، لأجل التهجم على وفد اتحاد طلبة سوريا، واصفاً ثورة الشعب السوري بأنّها عبارة عن حزب أو تيار سياسي، ومتهماً ممثلينا في الاتحاد بأنهم يمررون رسائل سياسية، وقد استخدم مجازاً جملة "تونس تصدر الزيتون وليس الحريات" في إشارةٍ لعقلية الاستبداد، وبما تحمله هذه الكلمة من إهانة كبيرة لكل الحضور.

مما اضطر الأمين العام وأعضاء مجلس إدارة اتحاد طلبة سوريا للانسحاب تعبيراً عن السخط والاستياء من التوجه بالإهانة إلى الحضور والشعب السوري وثورته الذي ضحى بمليون شهيد ونصف مليون معتقل وتهجير نصفه لتحرير بلاده من الطغمة العسكرية الفاشية التي تحكمه بالحديد والنار .

أخيراً، إننا إذ نبارك لزملائنا في اتحاد الطلبة التونسيين تأسيس اتحادهم، وكنا نتمنى ألا ننسحب بتلك الطريقة، لكن الثورة السورية هي قضية وطنية حساسة، ولا يمكن أن نقبل إهانتها من اي شخص مهمًا علت رتبته السياسية.

ونقدر لتونس وشعبها انطلاق شرارة ثورات الربيع العربي من أرضها الخضراء، والتي مثّلت شعلة أمل أنارت طريق الشعوب العربية وضخت فيها جرعات الأمل نحو الحرية.

حول انسحاب ممثلي اتحاد طلبة سوريا من المؤتمر التأسيسي لاتحاد طلبة تونس في اسطنبول