مقالة رأي

سبل تنمية قدرات الطلاب

عصماء الصليبي – هندسة طبية

هذه المقال حائزة على المركز الثالث في مسابقة باسل شحادة لمقالات الرأي

مقاعد الدراسة تبدأ الأحلام والطموحات بالتصاعد وفي رحلة التعليم يعتلي الطالب موكب العلم لينهل من المعرفة والثقافة ما يمكّنه من الوصول إلى قمة ما يريد وحتمية الوصول ترتبط ارتباط وثيق بتنمية المهارات والتفكير الإبداعي اللذان يمكنان الطالب من الاستقلال في الفكر والعمل والاعتماد على الذات في مرحلة التعليم الأكاديمي وما بعده. لذلك هناك حاجة موضوعية لتطوير هذه القدرات والتركيز عليها. تعد سنوات الدراسة هي البرهة التي يستطيع فيها الفرد تحقيق أعلى النتائج في تنمية الإبداع ولأن التعليم لا يُؤخذ من مكان واحد فمن الضروري تطوير القدرات والمهارات إلى جانب التحصيل العلمي. لذلك ينبغي على الطالب التركيز على إنماء مهاراته وخلق هواياته الخاصة بإبتكار أنماط تفكير جديدة خارج الصندوق والقدرة على رؤية المواقف من زوايا مختلفة.تختلف اهتمامات الطلاب ومواطن مواهبهم وميولهم وتجاربهم الشخصية والحياتية كما أكد (Scott Brian, 2012) ولكن هناك طرق معينة لتطوير هذه المهارات وتفعيل هذه الميول في الحياة.

ولكن أولاً لنتعرف على مفهوم تنمية القدرات البشرية حسب عدة من المنظمات والبرامج العالمية

إذاً فجميع التعاريف تصبّ في خلق ما هو كامن في الفرد في بيئة يستطيع من خلالها تحقيق ما قام باكتشافه في نفسه، فكل فرد يمتلك المهارات الفريدة التي تميزه عن غيره وكل فرد هو قطعة بازل من لوحة كاملة ولا تكتمل الصورة أبداً إلا بجميع القطع. ثم إن أهمية تطوير المهارات تساعد الطالب على النجاح في الجامعة وفي الحياة المهنية المستقبلية ولكن قد يقتصر الطالب أحياناً على التعليم الأكاديمي فقط دون أن يستغل فرصه التي يكاد لا يلحظها بانشغاله في دراسته دون أن يعي بأنه يستطيع الموازنة بين الدراسة وتطوير مهاراته وتهيأت نفسه وعقله وقدراته لوضع بصمته الخاصة في المجتمع واكتشاف ميوله التي ستمكّنه من وضع الحجر الأول له في طريق الحياة العملية.يحتاج الشباب في عصرنا الحالي إلى تطوير مهارات جديدة لمواجهة التحديات في المجتمع ورسم طريق المستقبل الغير مرئي بأقلام القدرات والاستعداد التام لوضع اللبنات الأساسية في رحلتهم المستقبلية. ووفقاً لنموذج الكفاءة يجب على الخريج الحديث أن يكون شخصاً مستقلاً ومبدعاً حتى يكتسب القدرة التنافسية في سوق العمل (Kutepov, 2017). والقدرات الإبداعية هي التميز والقدرة التي تتجلى على أداء العمل بشكل استقلالي ومن الجدير بالذكر أن القدرة هي الأداء الواعي للأفعال، وتطوير القدرات الإبداعية لدى الطلاب يكمن في:

الاستقلالية في الحصول على المعلومات.

ابتكار حلول غير إِتِّبَاعِيّة حول جميع القضايا.

إحياء الاهتمام بالإنضمام إلى مختلف الأنشطة الإبداعية وتنمية هذا الإهتمام.

حيث يبدأ الطالب شغوفاً للحصول على العلم وإذا ما نمّا هذا الشغف وحافظ عليه مع إيمانه بنفسه وقدراته لن يستطيع تحقيق الاستمرارية والتي هي أولى السبل التي تمكّن الطالب من كسب الخبرات والتجارب. استمرارية التعلم يستطيع الطالب من إحراز أهدافه ونيل مبتغاه.والاستمرارية تتطلب عمل وعليه فإن العمل يتطلب عقلاً مرناً ومنفتحاً إلى الأفكار الجديدة والغير مألوفة ليتمكن الطالب من الإبداع بحرية إلى جانب الانفتاح على الثقافات المختلفة ليجيد التفكير بطريقة منفردة تساعده على التعاون مع فئات مغايرة. وهذا الإنفتاح يمهد له الاندماج والمشاركة بالأنشطة الموجودة دون أن يتردد كالمشاركة في مسابقات الجامعة أو المدرسة أو اقتراح أفكار وأنشطة جديدة للطلاب أو الإنضمام إلى اتحاد الطلبة في الجامعة والأعمال التطوعية والخوض في النقاشات والتجارب المفتوحة ولكي يصبّ الطالب مهاراته في الأماكن المناسبة، عليه اكتشاف أماكن القوة والأفضلية لديه كأن يكون ذا شخصية قوية وقدرات إقناع فيلتحق في القسم الإداري أو أن يكون محب للعمل في الميدان فينضم إلى قسم الأنشطة أو من هواياته الكتابة فينضم إلى فريق كتابة المحتوى وهكذا. حيث تعد المرونة والأصالة والتفكير السريع، التي تشكل القدرات الإبداعية، جزءًا مهمًا من الأنشطة المستقبلية للخريجين.

لكل طالب طرقه الخاصة التي تلائمه في التعلم إن كانت سمعية أو بصرية أو كتابية يتحتم على الطالب تحديد أدوات التعليم الخاصة به لضمان ثبات المعلومات المكتسبة ومن ثم تطبيقها بشكل عملي. وإن تجربة الأشياء الجديدة تساعد على تحفيز العقل واستمرارية التطوير من المهارات وبالتالي يتغذى الحس الإدراكي للأشياء التي من حوله والتعرف على الأشياء الجديدة يعني التعرف على مكنونات المهارات المكتشفة والغير مكتشفة. وللحد من مخاوف الإقدام على تجربة الأشياء الجديدة هو أن يؤمن الطالب أولاً بأن رحلة إنماء قدراته تعتمد على ما هو جديد للعقل ثم أن يبدأ بها تدريجياً بوضع أهداف صغيرة وأن الفشل رحلة من النجاح والتطوير.ثم إن عدم تنظيم الوقت هو باب للتسويف وضياع الأفكار وعدم تحقيق الإنجاز, فإن إدارة الوقت هي القدرة على تحديد المهام والأولويات وتنظيمها لذلك يتوجب على الطالب تخطيط جدول لكل أسبوع ووضع فيه المهام العاجلة والطارئة والمهمة من ثم ترتيب مهام الأسبوع على حسب الحاجة الملحة وتصنيفها بشكل يتناسب مع استطاعة تحقيق أكثر المهام الموجودة. ويمكن الطالب الاستعانة بمثل هذه الجداول لترتيب وتحديد مهامه.

في هذا المجتمع المتقدم أتيح للطلاب دمج التكنولوجيا في التعليم للحصول على أساليب مبتكرة للتعليم وأصبحت القدرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة وامتلاك المعرفة التكنولوجية من أهم أسباب النجاح الدراسي والمهني المستقبلي على إثر ذلك على الطالب تخصيص وقت للتعلم من خلال دورات موجودة أو من خلال وسائل التواصل الإجتماعي. وهناك عدة تطبيقات تعليمية تعمل فيها التكنولوجيا على تعزيز مهارات التعلم لدى الطلاب مثل: Quizlet وأدوات التعلم مثل Google Docs و Microsoft Teams.

إن تعزيز مهارات التعلم لا تقتصر على الأداء الأكاديمي فحسب بل إنها تصقل مهارات التعلم لدى الطلاب وتمكنهم على مواجهة تحديات الحياة وعند الإهتمام بإنماء مهاراتهم فبذلك يضعون الأساس لحياة ناجحة ومثمرة. حيث تعمل المهارات على تحسين العديد من القدرات لدى الطلاب والتي تعتبر حيوية للنجاح الأكاديمي والشخصي.

اتحاد طلبة سوريا

مؤسسة نقابية طلابية مستقلة غير ربحية، تمثل الطلبة السوريين حول العالم، وتهتم بقضايا الطلاب السوريين الراهنة وبمستقبلهم، وتعمل على تأهيل جيل سوري مثقف، لأجل الانتقال إلى الدولة الوطنية الحديثة. تعمل هذه النقابة على مساعدة الطلبة السوريين من خلال البرامج والمشاريع الخدمية والتمكينية، وتقوم بنشاطات وتجري حوارات، وتطلق مبادرات، وتعمل لأن تكون مظلة جامعة لكل طلبة سوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button